عملية حلقة المعدة

تُعد عملية حلقة المعدة، أو ما يُعرف أيضاً بربط المعدة، من الإجراءات الجراحية التي صُممت لمساعدة الأفراد الذين يواجهون تحديات السمنة المفرطة على تحقيق فقدان الوزن. على الرغم من أن هذه العملية قد شهدت تحولات كبيرة في مدى شيوعها وفعاليتها عبر السنين، إلا أنها تمثل جزءاً مهماً من تاريخ جراحات السمنة. يهدف هذا المقال إلى تقديم نظرة شاملة حول جراحة حلقة المعدة، مع تسليط الضوء على جوانبها الرئيسية ووضعها الحالي في الطب الحديث.

ما هي عملية تركيب حلقة المعدة؟

عملية حلقة المعدة “Gastric ring operation” هي إجراء جراحي يتم فيه وضع حلقة قابلة للتعديل مصنوعة من السيليكون حول الجزء العلوي من المعدة. تُثبت هذه الحلقة لإنشاء جيب صغير أعلى المعدة، يليه ممر ضيق نحو الجزء الأكبر منها. الفكرة الأساسية لعملية حلقة المعدة هي تقييد كمية الطعام التي يمكن للمريض تناولها في وجبة واحدة، مما يؤدي إلى الشعور بالشبع السريع بكميات أقل. يمكن التحكم بضيق الحلقة عن طريق حقن أو سحب سائل من منفذ خاص يُزرع تحت الجلد، مما يسمح بضبط مدى التضييق حسب حاجة المريض.

تاريخ عملية حلقة المعدة وتطورها

ظهرت جراحة حلقة المعدة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي كخيار لإنقاص الوزن. اكتسبت شعبية كبيرة في التسعينيات وبداية الألفينيات لكونها أقل توغلاً وقابلة للتعديل والرجوع عنها مقارنة بالعمليات الأخرى آنذاك. اعتقد الجراحون أنها تمثل حلاً آمناً وفعالاً. ومع مرور الوقت وتراكم الخبرات، بدأ الجراحون يلاحظون بعض التحديات والقيود الخاصة بها، مما أثر على مكانتها.

لماذا تراجع استخدام عملية حلقة المعدة؟

تراجع استخدام عملية حلقة المعدة بشكل كبير بسبب عدة عوامل رئيسية:

• فعالية محدودة في إنقاص الوزن المستدام.
• الحاجة المتكررة لإعادة الجراحة لإصلاح مشاكل.
• المضاعفات المذكورة سابقاً أدت لقلة الأمان.
• ظهور عمليات بديلة أكثر فعالية وأماناً.

أضرار عملية ربط المعدة

تتسبب عملية ربط المعدة، التي تراجع استخدامها بشكل كبير، في عدة أضرار ومضاعفات رئيسية، أبرزها:

• مشاكل الحلقة نفسها: مثل انزلاقها من مكانها، تآكلها ودخولها في جدار المعدة، أو إصابتها بالعدوى.
• مضاعفات الجهاز الهضمي: كالارتجاع المريئي الشديد، صعوبة البلع، أو القيء المتكرر.
• ضعف النتائج: غالباً ما تكون نسبة فقدان الوزن أقل من المتوقع، وقد يستعيد المريض الوزن المفقود.
• الحاجة لجراحات إضافية: بسبب المشاكل المتكررة أو عدم الفعالية، يحتاج العديد من المرضى لإزالة الحلقة أو تحويلها لعملية أخرى.

كيف تتم عملية حلقة المعدة؟

تتم جراحة حلقة المعدة عادة بالمنظار تحت التخدير العام وفق الخطوات التالية:

• إجراء شقوق جراحية صغيرة في البطن.
• إدخال المنظار والأدوات الجراحية.
• وضع حلقة سيليكون قابلة للنفخ حول المعدة.
• إنشاء جيب معدي صغير أعلى الحلقة.
• توصيل الحلقة بأنبوب رفيع تحت الجلد.
• تعديل ضيق الحلقة لاحقاً حسب الحاجة.
• تستغرق عملية حلقة المعدة حوالي 60-120 دقيقة.

متى يجب إزالة حلقة المعدة؟

يجب إزالة حلقة المعدة بشكل عام في الحالات التالية:

• مضاعفات الحلقة: مثل انزلاقها من مكانها، تآكلها (دخولها في جدار المعدة)، أو حدوث عدوى فيها.
• مشاكل صحية: كارتجاع المريء الشديد، صعوبة البلع، أو القيء المزمن الذي يؤثر على صحة المريض.
• عدم الفعالية: إذا لم يحقق المريض فقداناً كافياً للوزن، أو استعاده، أو لم يتمكن من التكيف مع قيود الحلقة.
• التحول لجراحة أخرى: يرغب بعض المرضى في إزالة الحلقة لإجراء عملية سمنة أخرى تكون أكثر فعالية.

المرشحون لعملية حلقة المعدة

كان المرشحون لعملية ربط المعدة Gastric Banding في السابق يستوفون معايير محددة:

• الأشخاص ذوو مؤشر كتلة الجسم (BMI) 35 أو أعلى.
• أو BMI 30 مع وجود أمراض مصاحبة للسمنة.

مراحل التحضير قبل عملية حلقة المعدة

تتطلب مراحل التحضير قبل عملية حلقة المعدة عدة خطوات أساسية:

• إجراء فحوصات طبية شاملة.
• الخضوع لتقييم نفسي دقيق.
• التأكد من التزام المريض بتغيير نمط الحياة.
• الهدف هو ضمان ملاءمة المريض للجراحة.

النظام الغذائي بعد عملية حلقة المعدة

النظام الغذائي بعد جراحة حلقة المعدة يمر بمراحل تدريجية لضمان التعافي والتكيف:

• البدء بالسوائل الصافية أولاً.
• الانتقال إلى السوائل الكاملة.
• ثم الأطعمة المهروسة والناعمة.
• انتهاءً بالأطعمة الصلبة ببطء وحذر.

المتابعة بعد عملية حلقة المعدة

تُعد المتابعة بعد عملية حلقة المعدة ضرورية جداً لضمان نجاحها:

• المتابعة الدورية مع الطبيب والفريق الطبي.
• تعديل ضيق الحلقة حسب حاجة المريض.
• تعديلات الحلقة تتم عبر منفذ تحت الجلد.
• الالتزام بالزيارات يساعد على تحقيق أفضل النتائج.

سلبيات وتحديات عملية حلقة المعدة

واجهت جراحة حلقة المعدة العديد من السلبيات والتحديات التي أثرت على فعاليتها:

• فقدان الوزن كان أقل على المدى الطويل.
• مضاعفات شائعة مثل انزلاق الحلقة.
• احتمال تآكل الحلقة داخل جدار المعدة.
• حدوث الارتجاع المريئي المزمن بعد عملية حلقة المعدة.

الفرق بين ربط المعدة والتكميم

لم تعد جراحة حلقة المعدة تُعتبر الخيار المفضل في عمليات المعدة أو جراحات السمنة الحديثة. يُوضح الجدول التالي مقارنة سريعة بينها وبين عملية تكميم المعدة التي أصبحت من أكثر العمليات شيوعاً في الوقت الحالي:

هل عملية حلقة المعدة مناسبة للجميع اليوم؟

لم تعد عملية حلقة المعدة تُعتبر مناسبة للجميع. الأطباء والجراحون ينصحون بها في حالات نادرة جداً الآن، ويفضلون بدائل أكثر فعالية وأماناً على المدى الطويل. اتخاذ قرار إجراء أي جراحة للسمنة يجب أن يتم بعد استشارة متأنية مع فريق طبي متخصص يوضح جميع الخيارات والمخاطر لكل حالة على حدة.

تجاربكم مع الحلقة للتنحيف

سارة: “بداية الأمل مع جراحة حلقة المعدة كانت تحولاً جذرياً في حياتي”

عندما بدأت سارة رحلتها مع جراحة حلقة المعدة، كانت مليئة بالتفاؤل بعد سنوات طويلة من الصراع مع الوزن الزائد ومحاولات الحمية الغذائية الفاشلة. في السنة الأولى وحدها، نجحت في فقدان أكثر من 30 كيلوغراماً، وهو ما انعكس إيجاباً على صحتها وطاقتها اليومية. شعرت سارة بثقة أكبر بنفسها وبجودة حياة أفضل، فقدرة تضييق الحلقة ساعدتها بفعالية على التحكم في شهيتها والحد من كمية الطعام المتناولة.

أحمد: “تحديات مستمرة ومفاجآت غير سارة بعد عملية حلقة المعدة“

واجه أحمد صعوبات جمة بعد مرور عامين فقط على إجرائه لعملية حلقة المعدة. فقد عانى بشكل متكرر من نوبات غثيان وقيء شبه يومية، خصوصاً عند محاولته تناول بعض الأطعمة التي كانت جزءاً من نظامه الغذائي السابق. أصبحت حياته اليومية مليئة بالقيود، حيث أثر عدم تحمل الطعام على نوعية وجباته وعلى استمتاعه بوقته مع العائلة والأصدقاء، مما جعله يعيد النظر في فعالية جراحة حلقة المعدة بالنسبة له.

ليلى: “قرار التحول أصبح حتمياً بعد معاناة طويلة مع عملية حلقة المعدة“

على الرغم من تحقيق ليلى فقداناً جيداً للوزن في الأشهر الأولى من الجراحة، إلا أن هذه النتائج لم تستمر طويلاً. اضطرت ليلى إلى إجراء عملية جراحية ثانية بعد خمس سنوات بسبب انزلاق الحلقة من موضعها، مما سبب لها آلاماً ومضاعفات. بعد استشارة مكثفة مع فريقها الطبي، وفي ظل عدم استقرار النتائج، اتخذت ليلى قراراً بتحويل جراحة حلقة المعدة إلى عملية تكميم المعدة، بحثاً عن حل أكثر استدامة وفعالية يمكن أن يوفر لها الراحة المنشودة.

خالد: “الحياة تتغير ولكن مع مسؤولية مستمرة بعد عملية حلقة المعدة“

لقد كان نجاح خالد في الحفاظ على وزنه المفقود بعد جراحة حلقة المعدة لعدة سنوات بمثابة إنجاز كبير ومصدر فخر له. لم يكن الأمر سهلاً، فقد تطلب التزاماً صارماً بنظامه الغذائي الجديد والمتابعة الدورية لتعديل الحلقة بشكل منتظم. أدرك خالد أن عملية حلقة المعدة ليست حلاً سحرياً، وأن مفتاح النجاح يكمن في انضباطه الشخصي واستمراره في الرعاية والمتابعة الدائمة لضمان النتائج المثلى.

مريم: “تجربة مختلطة علّمتني الكثير عن الالتزام بعد جراحة حلقة المعدة“

فقدت مريم وزناً جيداً في بداية تجربتها مع جراحة حلقة المعدة، وشعرت بسعادة غامرة بهذا التقدم. لكن سرعان ما بدأت تواجه تحديات مع حرقة المعدة الشديدة والارتجاع المريئي الذي كان يعود بشكل متكرر ومزعج. هذه التجربة علّمتها درساً قاسياً حول أهمية الاعتدال الشديد في الأكل والمضغ الجيد، والانتباه لكل لقمة، مؤكدة أن عملية حلقة المعدة تتطلب يقظة وانضباطاً مستمرين لتجنب الآثار الجانبية والحفاظ على راحة الجهاز الهضمي.

الأسئلة المتكررة حول عملية حلقة المعدة

الخاتمة

وبهذا الكم من المعلومات حول جراحة حلقة المعدة نصل إلى ختام مقالنا الذي عالجنا في سطوره كافة المعلومات ذات الصلة بموضوع جراحة حلقة المعدة، في حال وجود أي استفسار أو تساؤل لا تتردد عزيزي القارئ في ترك تعليق أدناه.

المصادر:

• https://columbiasurgery.org/conditions-and-treatments/laparoscopic-gastric-banding
• https://asmbs.org/condition_procedures/adjustable-gastric-band/